[b][i]بسم الله الرحمن الريحم
ابارك لكم ان شائكم لهذا المنتدى الذي أتمنى من الله العلي القدير أن يكون ذا منفعه و فائده
لكل من يريد الفائده
هذه أولى مشاركاتي في هذا المنتدى أتمنى أن تنال إعجابكم
وهي تتحدث عن مفهوم النزغ في كتاب الله دعواتكم
مفهوم النزغ في كتاب الله...
________________________________________
مفهوم النزغ في كتاب الله :
وردت هذه اللفظة في كتاب الله في أربعة مواضع ( ) كلها مرتبطة بالشيطان والنزغ : أن تنزغ بين قوم فتحمل بعضهم على بعض بفساد بينهم ، ونزغ بينهم ينزَغ وينزِغ نزغاً : أغرى وأفسد وحمل بعضهم على بعض ... والنزغ : شبه الوخز والطعن ، ونزغه نزغاً طعنه بيد أو رمح ( ).
والظاهر من المعنى اللغوي أن النزغ بمعنى التحريك والاستفزاز وإثارة النفس ، وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَوهو المعروف بالغضب ،يقول تعالى : الشَّيْطَانِ ( ) ،" يعني جل ثناؤهنَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ بقوله وإما ينزغنك من الشيطان نزغ وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهلين ويحملك على مجازاتهـم فاستعذ بالله ، يقـول فاستجر بالله من نزغه إنه سميع عليم " ( )*
وقد جاءت مثيلة هذه الآية في سورة فصلت في سياق دفع العداوة وَلا تَسْتَوِيوالخصومة والغضب باللين والقول الحسن حيث يقول تعالى فيها الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ( ) .السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ويتضح معنـى النزغ جلياً في آية يوسف حيث أبان – عليه السلام – أن ما وقع بينه وبين إخوته من إفساد إنما كان بسبب نزغ الشيطان ، أي ... وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَاتهييجه الأخوة بعضهم على بعض يقول تعالى : تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ ( ) " أي أفسد البعيدنَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ... المحترق بوسوسته التي هي كالنخس بيني وبين إخوتي حيث قسم النزغ بينه وبينهم ولم يفضل أحداً من الفريقين فيه " ( ).
مفهوم الأز في القرآن الكريم :
وردت هذه أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَااللفظة مرة واحدة في كتاب الله في قوله تعالى : ( ) .الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً
والأز : الهمزة والزاء يدل علـى التحرُّك والتحريك والإزعاج . قال الخليل : الأز : حمل الإنسان الإنسان على الأمر برفق واحتيال ، والأز غليان القدر وهو الأزيز ، قال أبو زيد : الأز صوت الرعد ... يقال أزتنا ريح : أي ساقتنا ( ) .
وفي الآيـة عن ابن عباس : " تُغويهم إغواءً ، وعنه تحرضهم على محمد – صلى الله عليـه وسلم – وأصحابه ... وعن قتادة : تزعجهم إزعاجاً إلى معاصي الله ، وعن سفيان : تغريهم إغراءً وتستعجلهم استعجالاً ، وعن السدي : تطغيهم طغياناً " ( ) ، ويقول الزمخشري : " الأز والهز والاستفزاز أخوات ومعناها : التهييج وشدة الإزعاج أي تُغريهم على المعاصي ، وتهييجهم لها بالوساوس والتسويلات ، والمعنى خلينا بينهم وبينهم ، ولم نمنعهم ... والمراد تعجيب الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد الآيات التي ذكر فيها العتاة والمردة من الكفار وأقاويلهم وملاحتهم ومعاندتهم للرسل واستهزائهم بالدين من تماديهم في الغي ، وإفراطهم في العناد ، وتصميمهم على الكفر ، واجتماعهم على دفع الحق بعد وضوحه وانتفاء الشك عنه " ( ).
ونلاحظ هنا أن الأز يكتسب معنى زائداً على إثارة الغضب ، بل هو غضب قوي مستمر لا ينقطع ، غضبٌ صار لصاحبه ديدناً فكلما ورد عليه شيءٌ من الحق اشتعل رأسه وعقله بالوساوس الشيطانية والفكر الباطل فتثور ثائرة العقل عنده وينطلق لسانه بالفحش والكيد ، وهذا ما نسميه اليوم بالتعصب الأعمى لفكرة أو مذهب أو رأي دونما دليل بيّن أو حجة واضحة ، وهذا باب واسع الانتشار في عالمنا اليوم ، فحقاً هي شياطين تؤز الكافرين إليه أزاً ، يقول ابن عاشور : " شبّه اضطراب اعتقاداتهم وتناقض أقوالهم واختلاق أكاذيبهم بالغليان في صعود وانخفاض وفرقعة وسكون " ( ) ، فهذا وصف دقيق لحالهم ولأجسادهم المضطربة وعقولهم المتأججة وتخبطهم في غيّهم ، وهو – أي الأز – داخل في معنى النزغ بل ويزيد عليه استمرارية وعمقاً ، وهو داخل في معنى التهييج الجسدي ، كما أسلفنا في هذه الخطوة ، فإنك ترى الواحد من هؤلاء المعاندين المجادلين أهل الباطل وهو يهتز ويضطرب في حجاجه ولجاجه وكأنما يحركه شيطان ، وهو فعلاً يحركه شيطان ذاك الذي أخبر عنه رب العزة في الآية .
منقول عن كتاب خطوات الشيطان وغاياته -وائل محمد علي بشير
ابارك لكم ان شائكم لهذا المنتدى الذي أتمنى من الله العلي القدير أن يكون ذا منفعه و فائده
لكل من يريد الفائده
هذه أولى مشاركاتي في هذا المنتدى أتمنى أن تنال إعجابكم
وهي تتحدث عن مفهوم النزغ في كتاب الله دعواتكم
مفهوم النزغ في كتاب الله...
________________________________________
مفهوم النزغ في كتاب الله :
وردت هذه اللفظة في كتاب الله في أربعة مواضع ( ) كلها مرتبطة بالشيطان والنزغ : أن تنزغ بين قوم فتحمل بعضهم على بعض بفساد بينهم ، ونزغ بينهم ينزَغ وينزِغ نزغاً : أغرى وأفسد وحمل بعضهم على بعض ... والنزغ : شبه الوخز والطعن ، ونزغه نزغاً طعنه بيد أو رمح ( ).
والظاهر من المعنى اللغوي أن النزغ بمعنى التحريك والاستفزاز وإثارة النفس ، وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَوهو المعروف بالغضب ،يقول تعالى : الشَّيْطَانِ ( ) ،" يعني جل ثناؤهنَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ بقوله وإما ينزغنك من الشيطان نزغ وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهلين ويحملك على مجازاتهـم فاستعذ بالله ، يقـول فاستجر بالله من نزغه إنه سميع عليم " ( )*
وقد جاءت مثيلة هذه الآية في سورة فصلت في سياق دفع العداوة وَلا تَسْتَوِيوالخصومة والغضب باللين والقول الحسن حيث يقول تعالى فيها الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ( ) .السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ويتضح معنـى النزغ جلياً في آية يوسف حيث أبان – عليه السلام – أن ما وقع بينه وبين إخوته من إفساد إنما كان بسبب نزغ الشيطان ، أي ... وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَاتهييجه الأخوة بعضهم على بعض يقول تعالى : تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ ( ) " أي أفسد البعيدنَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ... المحترق بوسوسته التي هي كالنخس بيني وبين إخوتي حيث قسم النزغ بينه وبينهم ولم يفضل أحداً من الفريقين فيه " ( ).
مفهوم الأز في القرآن الكريم :
وردت هذه أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَااللفظة مرة واحدة في كتاب الله في قوله تعالى : ( ) .الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً
والأز : الهمزة والزاء يدل علـى التحرُّك والتحريك والإزعاج . قال الخليل : الأز : حمل الإنسان الإنسان على الأمر برفق واحتيال ، والأز غليان القدر وهو الأزيز ، قال أبو زيد : الأز صوت الرعد ... يقال أزتنا ريح : أي ساقتنا ( ) .
وفي الآيـة عن ابن عباس : " تُغويهم إغواءً ، وعنه تحرضهم على محمد – صلى الله عليـه وسلم – وأصحابه ... وعن قتادة : تزعجهم إزعاجاً إلى معاصي الله ، وعن سفيان : تغريهم إغراءً وتستعجلهم استعجالاً ، وعن السدي : تطغيهم طغياناً " ( ) ، ويقول الزمخشري : " الأز والهز والاستفزاز أخوات ومعناها : التهييج وشدة الإزعاج أي تُغريهم على المعاصي ، وتهييجهم لها بالوساوس والتسويلات ، والمعنى خلينا بينهم وبينهم ، ولم نمنعهم ... والمراد تعجيب الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد الآيات التي ذكر فيها العتاة والمردة من الكفار وأقاويلهم وملاحتهم ومعاندتهم للرسل واستهزائهم بالدين من تماديهم في الغي ، وإفراطهم في العناد ، وتصميمهم على الكفر ، واجتماعهم على دفع الحق بعد وضوحه وانتفاء الشك عنه " ( ).
ونلاحظ هنا أن الأز يكتسب معنى زائداً على إثارة الغضب ، بل هو غضب قوي مستمر لا ينقطع ، غضبٌ صار لصاحبه ديدناً فكلما ورد عليه شيءٌ من الحق اشتعل رأسه وعقله بالوساوس الشيطانية والفكر الباطل فتثور ثائرة العقل عنده وينطلق لسانه بالفحش والكيد ، وهذا ما نسميه اليوم بالتعصب الأعمى لفكرة أو مذهب أو رأي دونما دليل بيّن أو حجة واضحة ، وهذا باب واسع الانتشار في عالمنا اليوم ، فحقاً هي شياطين تؤز الكافرين إليه أزاً ، يقول ابن عاشور : " شبّه اضطراب اعتقاداتهم وتناقض أقوالهم واختلاق أكاذيبهم بالغليان في صعود وانخفاض وفرقعة وسكون " ( ) ، فهذا وصف دقيق لحالهم ولأجسادهم المضطربة وعقولهم المتأججة وتخبطهم في غيّهم ، وهو – أي الأز – داخل في معنى النزغ بل ويزيد عليه استمرارية وعمقاً ، وهو داخل في معنى التهييج الجسدي ، كما أسلفنا في هذه الخطوة ، فإنك ترى الواحد من هؤلاء المعاندين المجادلين أهل الباطل وهو يهتز ويضطرب في حجاجه ولجاجه وكأنما يحركه شيطان ، وهو فعلاً يحركه شيطان ذاك الذي أخبر عنه رب العزة في الآية .
منقول عن كتاب خطوات الشيطان وغاياته -وائل محمد علي بشير